أ: حائريْن في البرهنة على الخلود، تركنا المصباح مطفأً عند هبوط الليل. لا يستطيع أحدنا رؤية وجه الآخر. بلا مبالاة ولطف يطبعه الإقناع أكثر من الحماس، ردَّد صوت فيرنانديث المقدوني أن الروح خالدة؛ طمْأنني أن موت الجسد لا معنى له تماما، وأن الموت ينبغي أن يكون أتفه شيء يحلُّ بالإنسان. كنت ألعب بالسكين المقدوني، أفتحه وأغلقه.
..أَكوردْيون مجاور يلعب الكومبّارسيتا دون توقُّف، عزف تافه يحبه كثير من الناس، لأنهم صدقوا كذبةَ أنه عزف عريق... اقترحتُ على المقدوني أن ننتحر، كي نناقش بحرية.
ز: (ساخرا). ـ أشك أنكما في نهاية المطاف انتهيتما إلى قرار.
أ: (وقد بلغ به الوجْد مبلغه). ـ بصراحة أنا لا أذكر إذا ما كنا قد انتحرنا تلك الليلة أم لا.
(1899-1986)Jorge Luis Borges: Diálogo sobre un diálogo من كتاب: الصانع El Hacedor (1960).